التصميم هو إحدى أهم السمات الشخصية التي يمكنك أن تكتسبيها في مرحلة المراهقة، لأن هذه الصفة يمكن أن تكون بمثابة القارب الذي تعبرين على متنه في بحر الحياة وتتجاوزين كل الأمواج العاتية والصدمات العميقة والأزمات والتحديات.
لا يعني التصميم والعزيمة بالضرورة العناد، فالفرق بين الأمرين هو أن العناد معناه التشبث بالرأي على الرغم من الواقع والمعطيات الحياتية الأخرى فالعناد يقود صاحبه إلى الجنون والإنفصال عن الواقع ولا يجني من ورائه إلا الندم، أما التصميم فهو مرحلة تالية لمرحلة التفكير والتعقل، فبعد أن يكون الإنسان قد تعامل مع الواقع بمعطياته الحقيقية وبعد أن يكون قد إستقام في قلبه لمراعاة الآخرين يبدأ في مرحلة امتلاك الإرادة الصلبة التي لا تلين التي تحمله نحو تحقيق أهدافه.
حتى تمتلكي صفة التصميم في شخصيتك لابد أن تؤمني بنفسك في البداية بمعنى أن تكوني واثقة ثقة حقيقية في قدراتك وإمكانياتك والمهارات التي وهبك الله تعالى إياها، لأن إصرارك على التمسك بسمة التصميم في شخصياتك سيجعلك تخوضين الكثير من التحديات والضغوط وحتى تتمكني من تجاوزيها لابد ألا ينجح أي إنسان في هزّ ثقتك بنفسك.
حتى تكون صفة التصميم أصيلة في شخصيتك وتستفيدي منها طوال حياتك من الضروري أن تكوني دائماً إنسانة عقلانية فكلما إستطعتي أن تكوني إنسانة عاقلة ويتجلى ذلك في التفكير المنطقي المنظم فكل موضوع تقبلين عليه أو تجدين نفسك في قلبه لابد أن يكون خاضعاً لتقييم عقلك بصورة منطقية مرتبة.
إرسمي في خيالك تصوراً واضحاً عن رحلة حياتك وإتخذي القرار بأنك ستواصلين المضي قدماً في هذه الرحلة مهما كانت المشاق والصعاب فلو واجهتك بعض الحواجز والمطبات فليس أمامك سوى الالتفاف حولها أو القفز من فوقها حتى تصلين إلى أهدافك في نهاية المطاف.
لتكون سمة التصميم في شخصيتك عاملاً إيجابياً يدفعك إلى الأمام ولا يكبل قدميك عن التحرك لابد أن تواصلي إجراء المراجعة الفكرية لكل ما تؤمنين به من أفكار وقناعات، فكلما كانت لديك القدرة على إجراء تلك المراجعة والإستدراك وإعادة طرح كل الأسئلة عن نفسك وعدم إتخاذ مواقف حاسمة مسبقة تجاه أي قضية، كلما ساعدك ذلك على تحفيز طاقة التصميم التي إكتسبتيها في شخصيتك لكي تدفعك نحو المستقبل المشرق.
إحذري من الإنخداع بالمديح والتملق والنفاق، ولا تتنازلي عن صفتيْ التواضع والطيبة بشكل متسمر طوال حياتكن فمع تمتع شخصيتك بسمة التصميم الكامل في كل مواقف حياتك ستجدين من يتملقك وينافقك وسيكون من تداعيات ذلك أن تكوني معتدة بنفسك إلى حد الغرور وهذا سيمنعك من قبول العديد من وجهات النظر السديدة الصحيحة التي يمكن أن تفيدك في حياتك، بينما لو حرصت طوال الوقت على التزام الطيبة والتواضح فسيكون تصميمك منضبطاً ومحكوماً في إطار ما ينفعك فقط.
افهمي أن الحياة ستكون فيها محطات للسعادة ومحطات للحزن وستكون فيها لحظات للفرح ولحظات للألم وهذا الفهم سيضمن لك أن تكون صفة التصميم بعيدة كل البعد عن التأثر بمتغيرات الحياة.
المصدر: موقع رسالة المرأة